ارتفاع النفط عالميا بعد انخفاض مخزون الخام الأمريكي وسط مخاوف الإمدادات

شهدت الأسواق العالمية ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار النفط مؤخرًا، إذ يعود ذلك بشكل رئيسي إلى تراجع مخزونات الخام الأمريكية، الأمر الذي أثر بوضوح على توازن العرض والطلب وجعل المستثمرين أكثر قلقًا تجاه استقرار السوق، لذلك ارتفعت الأسعار في ظل استمرار التقلبات ضمن الاقتصاد العالمي، كما أدت الأزمات الجيوسياسية دورًا فاعلًا في تغذية هذا الاتجاه التصاعدي، مما يعزز أهمية متابعة التطورات في هذا القطاع الحيوي الذي يؤثر على قطاعات صناعية واسعة والمستهلكين حول العالم.

سعر النفط اليوم

شهدت أسعار النفط ارتفاعًا لليوم الثاني على التوالي، حيث صعدت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 27 سنتًا ليصل سعر البرميل إلى 67.90 دولار مع حلول الساعة 04:05 بتوقيت أبوظبي، في المقابل ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 28 سنتًا لتسجل 63.69 دولار، تعود هذه الزيادة إلى تقرير أظهر تراجع مخزونات الخام الأمريكية خلال الأسبوع الفائت مما عزز مخاوف السوق من محدودية المعروض، بالإضافة إلى ذلك تعثّر اتفاق استئناف تصدير النفط من إقليم كردستان العراق أدى لتوقف تدفق الشحنات في خط الأنابيب نحو تركيا وسط استمرار المفاوضات لإنهاء حالة الجمود.

أوضحت مصادر مطلعة أن التوصل لاتفاق بين الحكومة العراقية الاتحادية وحكومة إقليم كردستان وشركات النفط سيتيح استئناف صادرات النفط بنحو 230 ألف برميل يوميًا من الإقليم، غير أن تدفق النفط عبر خطوط الأنابيب ظل متوقفًا منذ مارس 2023، إذ تسبب هذا التوقف في تقليص الإمدادات بشكل كبير وبالتالي دفع الأسعار للصعود، من جهة أخرى يتوقع مراقبون أن يزداد تأثير هذه الاضطرابات على السوق خلال الأيام المقبلة مع استمرار المخاوف من نقص الإمدادات.

تراجع المخزونات الأمريكية

أعلنت بيانات معهد البترول الأمريكي في وقت لاحق من اليوم عن هبوط في مخزونات الخام والبنزين بالولايات المتحدة بينما سجلت مخزونات نواتج التقطير ارتفاعًا، فقد كشفت الارقام عن هبوط مخزونات النفط الخام بمقدار 3.82 مليون برميل للأسبوع المنتهي في 19 سبتمبر مع تراجع مخزونات البنزين بمقدار 1.05 مليون برميل وارتفاع نواتج التقطير بمقدار 518 ألف برميل، وتشير التوقعات إلى أن البيانات الرسمية للحكومة الأمريكية قد تظهر زيادة في مخزونات الخام والبنزين مع إمكانية تراجع مخزونات نواتج التقطير.

كشفت التقارير عن أن شركة شيفرون، إحدى أبرز الشركات النفطية العالمية، ستستطيع تصدير نصف إنتاجها اليومي فقط والبالغ 240 ألف برميل من الخام، بالتعاون مع شركائها في فنزويلا، وبرغم الحصول على ترخيص جديد لمواصلة أعمالها هناك إلا أن القواعد المستحدثة ستقيد كميات التصدير من النفط الثقيل عالي الكبريت، هذا الأمر يزيد من حالة الغموض في السوق ويعزز حالة الترقب بشأن المسار المستقبلي لأسعار النفط.